Thursday, 31 October 2013

ولكن الرضا لا يخل من ألم ...



  • "أشعر أن العمر ينساب من بين أناملي وأنا لم أفعل شيئاً لي قط!"
كنت في الصف الثالث الإعدادي عندما نسبت معلمتي هذه الجملة إلى نجيب محفوظ قالها عقب استلامه جائزة "نوبل" في الآداب وعادة ما أتذكرها عندما يقتحمني ذلك السؤال عن "المعنى"!!
نعم .. لازال السؤال  عن المعني يؤلمني .. حتى أصبح الألم في كل شيء .. وبسبب لا شيء !

  • "خرج الزارع ليزرع..."
يسوع .. انت لم تكن تتحدث هنا عن الزارع وإنما عن الأرض
انت أيضاً تعلم ماذا تعني الحياة .. بكل قسوتها .. ومع ذلك أنهيت المثل بقولك "وسقط البعض على الأرض الجيدة فأثمرت ثلاثين وستين ومئة" وكأنك تؤكد أنه مهما كان هناك من عفن .. من موت .. فهناك دائماً فرصة؛طريق؛ أمل؛ رجاء؛ سعادة؛ حب؛ حياة ... هناك إله


  •  "ولكن إن لم تمت حبة الحنطة وتدفن في الأرض .. فلن يكون هناك ثمر"
ولكن حتى الرضا لا يخل من ألم ؛ كما أن الرغبة في الموت لا تعني إلا رجاء حقيقي في الحياة ..
ألم تمت انت ليحيا الجميع؟!


  • "خرج الزارع ليزرع .. فوقعت بعض البذور "
وقعت بعض البذور؟! بهذه البساطة؟! هل هو قصور في الترجمة أم كنت تعني ذلك؟
هل قرر الزارع أن يلقي ببذوره على الأرض الصخرية والشوكية وعلى جانب الطريق وعلى الأرض الجيدة؟ أم وقعت دون قصد منه؟ أو ربما الأرض هي التي طلبت البذور؟ أو لا شيء؟ فقط هذا ما حدث؟!
ماذا كنت تعني "بالأرض الجيدة؟" .. قد لا نختلف كثيراً حول الأرض الصخرية أو تلك التي يملأها الشوك أو حتى جانب الطريق ... لككنا حتماً سنختلف حول معنى "الجودة" ... أرض جيدة .. ولكن جيدة لمن؟ الزارع؟ البذور؟ صاحبها؟ .. أم هي فقط أرض جيدة؟!
عادة ما تعني تماماً ما تقول .. ولكن كلامك هنا يعني أن الأرض لن تأتي بثمر إلا إذا كانت "جيدة" وحسب .. جيدة في جميع الأحوال .. جيدة بلا شروط ومع أخذ جميعها في الاعتبار في آن معاً!


"حبة الحنطة المثناة ذات الطبيعتين .. زرعت بالعبرات في حضن الأرض .. وستفرع السرور للجميع"


  • "فالله غير مجرب بالشرور"
أنا مؤمنة أنك لم تجربني بالشرور؛ بل على العكس تماماً.. لطالما صاحبني ذلك اليقين إني أوفر حظاً بين الجميع .. ولكنك تعرف أن الخير تماماً كما الحب .. مؤلم حتى النخاع .. 


  • "وصار عرقه يتساقط كقطرات دم متخثر على الأرض.."
انت نفسك كنت على وشك التسليم أن سؤال "المعنى" خلق حتى لا يجاب عنه .. خلق ليثأر منك بعدد المرات التي تجسد فيها وحيداً متألماً؛ خلق لينتقم فيك من هؤلاء الذين عاشوا فقط ليقتلوا كل إجابة متجسدة حتى وإن كانت مبتسرة، مشوّهة أو حتى شبه حية .. الجميع فعلوا ذلك .. على كثرتهم .. استغذبوا القتل العمد .. بل وشكروك عليه ..
انت أيضاً تمنيت لو تستطيع .. لم ينقذك إلا إنك قبلت .. رضيت .. سلمت ..
بأن الرضا لن يخل من الألم؛ وأن اختيار الموت يعني رجاء حقيقي في الحياة .. حياة للجميع


"أبي .. إن شئت .. فلتعبر عني هذه الكأس
ولكن .. لتكن لا إرادتي .. بل إرادتك"